أكد أمين السر العام بنادي النجمة يوسف الهرمي أن النادي سيكون مقبلاً على أهم مرحلة في تاريخه بعد أن يخوض مجال الاستثمار الواسع العام المقبل.
وقال ''سيتحول نادي النجمة في المستقبل القريب إلى منظومة تجارية واقتصادية بعد أن يقدم على سلسلة من المشروعات الاستثمارية الواعدة بما يعود عليه بالفائض والربحية، وتعزز المفهوم الجديد الذي آلت إليه الحركة الرياضية في المملكة في السنوات في استقطاب رؤوس الأموال''.
وشدد الهرمي على أن النادي النموذجي سيفتح آفاقاً جديدة لمستقبل أبنائه من اللاعبين والإداريين، وسيرفع ميزانية النادي الممنوحة من (المؤسسة العامة للشباب والرياضة) من مئة ألف دينار ونيف إلى ملايين الدنانير بفضل التوجه نحو الاعتماد الذاتي، واستغلال الفرص المشجعة للاستثمار الممكنة حسب اللوائح المعمولة لدى المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
وأفاد أن مجلس إدارة النادي برئاسة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة حريص على تحقيق أكبر استفادة ممكنة من مشروع بناء النادي النموذجي، وكذلك أرض النادي الواقعة في منطقة السلمانية، إضافة إلى أرض النادي في منطقة رأس الرمان، مؤكداً أن الآمال والطموحات الواعدة لنادي العاصمة بدأت تتسع ومساحة التفاؤل كبرت نتيجة اتباع النادي سياسة يافعة وهو حصاد القرار التاريخي لأندية الوحدة والقادسية ورأس الرمان وقبولها الدمج مع بعضها لبعض تحت مسمى ''النجمة''.
ونوه الهرمي إلى أن مساحة الأرض المعروضة للاستثمار تبلغ 370 ألف قدم مربع وهي تشكل نحو 30% من المساحة العامة مع الإشارة إلى أن الأراضي ستكون قبالة السواحل وتطل على الواجهة البحرية.
وفيما يتعلق بآليات الاستثمار تطرق الهرمي إلى أن المسألة ستسلك طرقا قانونية ونزيهة وستعرض المشروع بكل شفافية حفاظاً على المال العام ومستقبل النادي الذي يعلو أي اعتبار، وكشف أنه سيتم فتح باب المناقصة لجميع المشروعات الاستثمارية سواء بالنادي النموذجي أو ما يملكه النادي في منطقتي السلمانية ورأس الرمان على أن ترسي على أفضل العطاءات مع ضرورة أن توافق تلك المشروعات تطلعات ومقاييس الاستثمار، مضيفاً أن إدارة النادي ستفتح الباب مطلع شهر سبتمبر/ ايلول وينتهي في بعد ثلاثة أسابيع من الطرح، وهي مدة كافية للشركات والمؤسسات التجارية لدراسة فرص الاستثمار وتتمثل في استئجار العقار المملوك للنادي لما بين عشرين وأربعين سنة على أن يعود المشروع بما فيه من بناء إلى ملك النادي.
وأردف الهرمي ''هناك رؤية خاصة للمشروع، والاختيار سيكون مدروساً بدقة وسيراعى فيه جميع الجوانب التخصصية، المشروع نعتبره أمانة عظيمة خصوصاً أن مدة استئجار العقار ستكون طويلة جداً وقد تتعدى ثلاثين عاماً، لذلك من المهم أن يهدف القرار إلى تأمين مستقبل الأجيال القادمة من إداريين ولاعبين والحفاظ على سمعة وعراقة نادي النجمة كأحد الأندية الكبيرة في المملكة''.
وحول نوعية المشروعات في المساحات الاستثمارية قال الهرمي إن تصورات عدة قدمها أعضاء مجلس الإدارة كبناء مجمع تجاري راقي يضم دار للسينما أو برج استثماري، بيد أن نوعية المشروعات مرهون بما ستقدمه الشركات الراغبة في الاستثمار، بينما سيكون على مجلس الإدارة الدراسة والقرار ليس إلاّ.
ونفى الهرمي في الوقت نفسه عما يشاع أن النادي سيقوم بهذه الخطوات كنوع من الروتين أو الإجراء الوهمي على إثر أن شركة عقارية تابعة لأحد المصارف الإسلامية ترغب بشدة الاستثمار في الأرض النموذجية مقابل أجر سنوي يبلغ مليوني دينار بحريني، حيث سيتم بناء منتجع فندقي ومطاعم راقية وبرج مكون من 15 طابقا. وأوضح أن الشركة قدمت عروضها في الوقت بيد أن مجلس الإدارة لم يبت في الأمر بشكل رسمي، حيث سيعتمد النادي العطاءات التي ستقدم في الموعد المذكور (سبتمبر) وفي حال رغبة الشركة العقارية الاستثمار وجب عليها أن تقدم عطاءها من جديد بعد أن تمّ تجميده.
وكشف الهرمي عن سعر استئجار العقار بالنادي النموذجي يجب أن يحقق دخلاً سنوياً لا يقل عن ثلاثة ملايين دينار حسب ما استشف دراسياً من سعر عقار الموقع، وزاد في ذلك أن موقع الجزء الاستثماري سيكون منفصلاً عن النادي وسيكون له مدخل خاص حتى يحافظ النادي من جهة أخرى على هويته الرياضية.
وفي سياق متصل قال الهرمي إن النادي لن يصرف جميع المبالغ المالية التي سيجنيها من مشروعاته الاستثمارية، حيث يصب التوجه إلى كيفية ضخ رئة جديدة للاستثمار، بيد أن المشكلة تكمن في أن القانون المعمول به في المؤسسة العامة للشباب والرياضة لا يسمح للأندية بعملية المضاربات المالية المتعلقة بالاتجار بالسندات المالية والعملات والأسهم حسب قيمتها المستقبلية.
وأبدى الهرمي (نائب سابق بالبرلمان) أمله في مجلس النواب مناقشة مدى إمكان إصدار قانون خصخصة قطاع الرياضة، خصوصاً وأن أندية كثيرة بدأت تخطو مشوار الألف ميل لعملية الخروج من نمطية الموازنة التقليدية من المؤسسة العامة للشباب والرياضة وتكوين مصادر مالية ذاتية بحسب الإمكانيات المتوافرة، مؤكداً أن المستقبل سيكون واعداً متى ما استغلت شركات العقار بالتحديد المساحات الجيدة من الأراضي المتوافرة من جهة، وأيقنت الشركات ذات الاختصاص الآخر مستقبل الاستثمار الرياضي، والذي أصبح صناعة عالمية في الدول المتقدمة. وبات الأمر يتعلق بقرار طموح وجريء خصوصاً أن رئيس المؤسسة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة من أوائل الداعمين للأندية في مسألة الاستثمار الرياضي، والذي سيخفف الكثير من الأموال على كاهل الحكومة.
من جانب آخر أكد أمين السر العام بنادي النجمة أن مشروع بناء النادي النموذجي ساده بعض البطء نتيجة عدم توفر كميات من الحديد والاسمنت، غير أن الأعمال الإنشائية تسير بشكل سليم هيكلة جسم المشروع اتضح قليلاً، وفي هذا الإطار استبعد الهرمي قيام النادي ببناء استاد رياضي خاص به مشابهاً لنظيريه المحرق والأهلي، إذ علل المسألة بعدم جدواها من الناحية المستقبلية خصوصاً وأن سعر الأرض هناك جداً مرتفع وبات الأنسب استثماره قدر المستطاع. موضحاً أن النادي سيشمل بناء ملعبين للتدريب إحداهما مزروع بالنجيل الطبيعي والآخر سيكون صناعياً ويعرف بالجيل الثالث المعتمد من الاتحاد الدولي (الفيفا).
أما بخصوص الصالة فقد نوه أن النادي سيقوم ببناء صالتين رياضيتين إحداهما ستكون مؤهلة لاحتضان المباريات الرسمية وتتسع مدرجاتها لنحو 800 متفرج والأخرى ستكون مخصصة للتدريبات، ويأتي هذا التوجه نظير امتلاك النادي ألعابا جماعية عدة وله حضور قوي في المنافسات وتحديداً لعبتي كرة اليد والطائرة.
وختم الهرمي حديثه أن كل هذه المؤشرات تعكس أن مجلس إدارة نادي النجمة برئاسة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة وعضوية خيرة رجالات النادي يعمل جاهداً لتحقيق نقلة نوعية كبيرة في تاريخه وإبراز اسم النادي في المجال الرياضي محلياً وخارجياً مع السعي المستمر لتحقيق الانجازات المشرفة له وللوطن من جانب آخر من خلال شرائه أفضل اللاعبين المحترفين وصقل مواهب أبنائه. ويقدر مراقبون أن نادي النجمة سيدر دخلاً متوقعاً يبلغ ثلاثة ملايين دينار سنوياً بواقع مليوني ونصف المليون دينار للموقع النموذجي (الجفير) ونصف مليون دينار (لموقعي السلمانية ورأس الرمان) وهو رقم كبير وقياسي على مستوى البلاد، لكنه يبدو عادياً ومألوفاً إذا قورن بدول في المنطقة الخليجية.
موضوع: 3 ملايين دينار دخل سنوي متوقع لاستثمارات نادي النجمة 
الإثنين سبتمبر 15, 2008 5:13 am
